الخميس، 16 أبريل 2015

نعم أنا احب نفسي كثيراً

تربينا كشرقيين على قيم الإيثار و انكار الذات، بالتالي لم نتعلم كيف نحب ذواتنا، و هو لأمر مؤسف و مخالف للفطرة الإنسانية و جميع التعاليم السماوية التي جاءت جميعها و بدون إستثناء لتعزز حب الذات، جاءت موجهه للذات وحدها، والتي بصلاحها تصلح الإنسانية..

اتأمل القرآن الكريم من أول كلمة نزلت على الناطق الأمين (إقرأ) فأجدها موجهه للذات، أتأمل في السنة النبوية الشريفة فأجد كل مافيها موجه لي أنا..
فنحن نتعبد لله طلبا في رضاه عنا، و أملا في المكافأة وهي الجنة، و تجنبا للعقاب و هو النار، كل العبادات نمارسها لصالحنا نحن، نحن نصلي لا من أجل أبنائنا، نحن حين نؤدي شعائر الحج نؤديها لنا، نحن عندما نصوم نصوم لنا، لا نؤدي هذه الشعائر لأبوينا أو لأبنائنا أو لأحبائنا، نؤديها لأن فيها صلاحنا و نجاتنا نحن، هل لاحظت أثناء ركوبك الطائرة كيف أن تعليمات السلامة تنصح الركاب بوضع كمام الأكسجين لأنفسهم أولا قبل أطفالهم و مرافقيهم، هكذا هي الحياة تعلمنا بأن (فاقد الشيء لا يعطيه)
 لانني أحب نفسي فإنني أعتني بها، أعتني بملبسي حتى أكون دائما في أحسن صورة، أعتني بصحتي و أهتم بما آكل و أشرب، و أعلم نفسي و أثقفها لأفتخر بها أمام الآخرين، و أهذبها..
أنا عندما أحب نفسي أنزهها عن الإثم و العادات السيئة، أنا عندما أحب نفسي، أصونها عما يشينها، أنا عندما أحب ذاتي يدفعني ذلك إلى احترام نفسي واحترام الغير و تقبلها كما هي.
بالتالي فإن عدم حب الإنسان لذاته يدفعه إلى تدميرها بالتصرفات المشينة، و السلوكيات الخاطئة، يقسوا عليها، و يستخسر فيها النجاح، عندما لا يحب الإنسان نفسه يتحول إلى عدو نفسه الأول فيقتل ذاته بالذنوب و المعاصي و الإدمان.......
رسالت لك: تعلم حب ذاتك لأنها تستحق ذلك منك، و لأنك أولى بها من غيرك، و لأنه من غير المنطقي أن تطلب حب الآخرين و أنت نفسك غير قادر على حبك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق